معرفة السبب الذي يدفع الطفل إلى التكلم بكثرة عن طريق مراقبته في البيت ومراقبة علاقته بمن حوله، وقد يكثر الكلام عند الأطفال في المرحلة العمرية من 3 إلى 10 سنوات، حيث تكون هذه الفترة مرحلة لاكتشاف ومعرفة كل ما حوله. ومن الاسباب التي تجعل الطفل كثير الكلام 

ايدرك الآباء أحيانا بأن الدلال الزائد عن الحد يؤثر على جوانب كثيرة من شخصية الطفل وبخاصة الميل للعزلة لاعتقاده بأنه الأفضل والشكوى المستمرة من أي أمر أو وضع لايعجبه وكذلك الشعور بعدم الأمان بغياب الأبوين عنه ولو لفترة وجيزة ، لكن ماهو مقلق ، بحسب اعتقاد الأطباء البرازيليين المختصين بشؤون الأطفال ، أن الدلال الذي يفوق حدوده الطبيعية يؤثر على نطق الطفل وتأخره في الكلام بسبب تعوده على أن تكون جميع الأمور متوفرة له من دون الحاجة لطلبها.

 
لاحاجة لأي مجهود: في ندوة طبية في مدينة ساو باولو البرازيلية ضمت أطباء مختصين بالأطفال وأمهات برازيليات كثيرات يشتكين من وصول أطفالهن الى سن الثانية دون أن يستطيعوا الكلام، أكد عدد من الأطباء بأن الدلال الزائد عن الحد بالنسبة للأطفال يعيق قدرتهم على الكلام في وقت مبكر أو في السن المناسبة له للبدء بنطق كلمات أولية ينطقها أطفال في مرحلة مبكرة جدا من العمر.

 

وقال الأطباء في الندوة التي اعتبرت الأولى من نوعها للحديث عن هذا الجانب بأن الأطفال الذين يدللهم آباؤهم بشكل يفوق الحدود الطبيعية يميلون الى الكسل وعدم بذل جهود في أي شيء. وأضافوا بأن الطفل ذكي وباستطاعته ادراك مايدور حوله وكيفية معاملة الأبوين له. كما أشاروا الى أن الطفل عندما يبلغ العام الأول من عمره يعلم ان كان مدللا بعكس مايظنه الكثيرون حول أن الطفل لايدرك ذلك.


السهل الممتنع: قال الدكتور دينوسيو سانتوس /49 عاما/ والمختص بعلم النفس عن الأطفال بأن كلام الطفل يعتبر أمرا طبيعيا جدا بحيث ان بعض الأبوين يشعرون بالمفاجأة عندما ينطق اطفالهم كلمات من دون تعليمهم أو تدريبهم لأن ذلك يأتي بشكل طبيعي جدا، وبعكس ذلك هناك أطفال يثيرون قلق الوالدين عندما يصلون الى سن الثانية وهم لايستطيعون نطق كلمات سهلة وحروف سهلة المخارج.

 

وأضاف /دينوسيو/ انه ثبت بأن تدليل الطفل بشكل غير عادي يؤدي الى ثقل في اللسان لأنه لايترك وحده حتى تحت مراقبة الأبوين ليبذل مجهودا في الشعور بالأشياء، كما ان البكاء السهل للطفل المدلل أمر آخر يجعل البكاء السبيل الوحيد للحصول على مايريده، وهو شيء يجعل تعلمه للكلام في المرتبة الثانية. النطق في هذه الحالة يصبح بالنسبة للطفل المدلل شيئا يدخل في اطار السهل الممتنع. فهو قد يحاول النطق ولكنه يجد البكاء وسيلة أسهل لجلب انتباه الأبوين والحصول على مايريد.

 

كما أوضح /دينوسيو/ بأن لغة الاشارة تصبح أيضا هامة بالنسبة للطفل المدلل بشكل غير عادي. فهو بدل أن يحاول النطق أو الكلام يشير بيديه الى الأشياء فيسرع الأبوان لتلبية مايريده حتى دون محاولة ترديد اسم الشيء الذي يريده الطفل لكي يتعلم. وقال ان هذا النوع من الدلال مبالغ فيه ولايمكن ممارسته مع الطفل.

فات الأوان: قال الأخصائي البرازيلي الذي كانت مداخلته وشروحه مثار اهتمام المشاركين في الندوة التي حضرت سيدتي جوانب منها ان الطفل يبدأ منذ الشهر الخامس من العمر باصدار أصوات في محاولة للاتصال مع الآخرين وعندما يبلغ الشهر العاشر من العمر يبدأ بنطق بعض الكلمات التي تشير للأب والأم، وعندما يبلغ عامه الأول يبدأ بنطق الكلمات التي يمكن ان يفهمها البالغون.

 

وأضاف /دينوسيو/ بأن الأطفال الاناث عادة يتكلمون بشكل أبكر من الأطفال الذكور لكن كلا الجنسين يستطيعان عند بلوغ سن الثانية من العمر تشكيل جمل وتعابير صغيرة مفهومة حتى وان كانت مخارج بعض الكلمات صعبة  عليهم بعض الشيء. وأوضح بأن هذه الأعمار تعتبر الطبيعية بالنسبة لنطق الأطفال والبدء في الكلام. ولكن الأوان يفوت بالنسبة لبعض الأطفال فيشعر الأبوان بأن هناك خللا عضويا يمنع الطفل من النطق والكلام فيبدأ اليأس  وتتسارع عملية التردد على عيادات أطباء الأطفال وتجرى الفحوص ولاتكتشف أية أسباب عضوية لذلك. وهنا يبدأ القلق بأخذ صفة الجدية، حتى أن بعض الآباء يعتقدون بأن طفلهم أبكم، لكن العامل الحقيقي يكتشف عندما يتم سؤال الأبوين عن طريقة تعاملهم مع الطفل. وأبرز مايتم اكتشافه هو أن الأبوين يدللان هذا الطفل بشكل مبالغ فيه حتى تصل الأمور الى حد فوات الأوان الطبيعي لنطق الطفل وبدئه في الكلام.
 

الصعوبات جمة: أوضح الدكتور /دينوسيو/ بأنه عندما يبدأ الطفل باصدار الأصوات في مرحلة مبكرة، أي منذ الشهر الخامس من العمر يتوجب على الأبوين المسارعة في الكلام مع هذا الطفل وترديد الكلمات بشكل مكثف لأن ذلك يدخل الى رأس الطفل ويبقى الشيء الوحيد هو تقدمه في العمر الى الشهر العاشر ليحاول ترديد وتقليد مايقوله الأبوان. يعتبر هذا الأمر في غاية الأهمية لأنه يسهل على الطفل عملية النطق ومن ثم تركيب الكلمات.

 

وأكد أن الصعوبات تصبح كثيرة عندما يتجاوز الطفل هذه المرحلة من دون مشاركة الأبوين في تنمية عملية النطق عندهم.  ويعتبر الدلال المفرط للطفل الصعوبة التي تحتاج الى جهود غير عادية لمواجهتها. ففوات الأوان يعني البدء من جديد في تعليم الطفل مافاته. ومن المعروف بأن تعلم الأشياء، بما في ذلك الكلام، يبدا منذ مرحلة مبكرة جدا من عمر الطفل.

 

وقال انه حتى اذا تم ادراك الصعوبات وبدأت عملية مواجهتها من قبل الأبوين فان الطفل الذي يتعلم النطق والكلام في مرحلة متأخرة قد يعاني من صعوبة في مخارج بعض الكلمات في المستقبل. ونصح الطبيب الآباء بعدم اللجوء الى الدلال الزائد عن الحد لأن في ذلك خطر على تعلم أطفالهم الكلام في الأوقات الطبيعية التي يحتاجها الأطفال العاديون.

 

لا تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *